تحليل شامل لأبرز الأحداث السياسية

التاريخ: 14 نوفمبر 2025

إن المشهد السياسي الإقليمي هذا اليوم ليس فوضوياً كما يبدو، بل هو “رقعة شطرنج” معقدة تُلعب عليها عدة مباريات متزامنة. بعضها في “مرحلة الافتتاح” (Opening)، وبعضها في “منتصف اللعبة” (Mid-game)، وبعضها وصل إلى “النهايات” الحاسمة (Endgame).

لفهم ما يحدث، يجب أن نحلل “خطط” اللاعبين الرئيسيين و”قيمة” القطع التي يحركونها.


المباراة الأولى: السودان (لعبة “الكش ملك” الأخير)

هذه هي المباراة الأكثر وضوحاً وحسماً على الرقعة اليوم.

  • اللاعب (قيادة الجيش): عبد الفتاح البرهان.
  • التحرك (The Move): الإعلان أن “نهاية المعركة ستكون في دارفور” ورفض الهدن.
  • التحليل الاستراتيجي: هذه ليست “مناورة” (Tactic)، بل هي “استراتيجية نهاية اللعبة” (Endgame Strategy). قرر البرهان التوقف عن “تبادل القطع” (الهدن والمفاوضات) والقيام بـ “هجوم كاسح” (All-in Attack) على “قلعة” الخصم (دارفور). إنه يتجاهل “التهديدات الجانبية” (الضغوط الدولية وإدانات مجلس حقوق الإنسان)، ويراهن بكل شيء على “كش ملك” (Checkmate) عسكري كامل. إنها “مخاطرة” (Gamble) عالية جداً؛ فإما الفوز بالرقعة كاملة، أو خسارة “الوزير” (الجيش) في معركة استنزاف طويلة.

المباراة الثانية: غزة (لعبة “ما بعد المباراة”)

هنا، انتهت “المباراة” العسكرية الرئيسية (الحرب)، واللاعبون يتسابقون الآن على “هندسة” الرقعة الجديدة.

  • اللاعبون: الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، قوى إقليمية.
  • التحرك (The Move):
    1. أمريكا: تحريك “القلعة” (Rook) في مجلس الأمن لمحاولة فرض “قواعد” (Resolution) جديدة للرقعة.
    2. الاتحاد الأوروبي: تحريك “الحصان” (Knight) في مناورة غير متوقعة: عرض تدريب 3000 شرطي فلسطيني.
  • التحليل الاستراتيجي: هذه “لعبة موضعية” (Positional Game). الهدف ليس “الأخذ” (الاحتلال)، بل “السيطرة على المربعات الرئيسية” (Controlling key squares) في “اليوم التالي”. خطوة الاتحاد الأوروبي هي محاولة لوضع “قطعة” (Piece) فعالة على الأرض لضمان نفوذ لها في الترتيبات المستقبلية. أمريكا تحاول السيطرة على “المركز” (Center) عبر الشرعية الدولية.

المباراة الثالثة: سوريا (لعبة “ترقية البيدق”)

لاعب كان خاملاً لسنوات، يبدأ فجأة في التحرك.

  • اللاعب: سوريا (الحكومة السورية).
  • التحرك (The Move): الحديث المتزايد عن “تقارب تاريخي” مع واشنطن، وهمسات حول “سوريا الجديدة”.
  • التحليل الاستراتيجي: هذا يشبه “بيدقاً” (Pawn) ظل متجمداً طوال اللعبة، ووصل فجأة إلى “صف الترقية” (Promotion Square). سوريا تحاول الانتقال من كونها “مربعاً” تتقاتل عليه القوى، إلى “لاعب” نشط يحرك القطع. هذا التحرك، إن نجح، سيعيد “هيكلة” (Restructure) التحالفات على الرقعة بأكملها.

المباراة الرابعة: اليمن (لعبة “الخنق البطيء”)

هنا، اللعبة ليست عسكرية بحتة، بل “اقتصادية”.

  • اللاعب: سلطات الحوثيين.
  • التحرك (The Move): استخدام “الجبايات” والضرائب المكثفة في صنعاء.
  • التحليل الاستراتيجي: هذه استراتيجية “الخنق” (Squeeze) أو ما يُعرف بـ “Zugzwang” (المأزق). الهدف هو وضع “الخصم” (التجار والسكان) في موقف لا يستطيعون فيه القيام بأي حركة دون أن يخسروا (إما الدفع أو الإغلاق). إنها لا تهاجم “الملك” مباشرة، بل تسيطر على كل “المربعات” حوله، وتستخدم “البنادق” (الاقتصاد) لتجفيف الموارد، وبالتالي ضمان السيطرة السياسية الكاملة.

خلاصة الرقعة: المشهد ليس عشوائياً. إنه سلسلة من “الحسابات” الدقيقة. “هجوم كاسح” في السودان، “لعبة موضعية”


Posted

in

by

Tags:

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *